ملامــح مدينتــي ... هل عرفتوها ؟؟؟
توقفت متسائلاً ؟؟؟
عن ملامح البناء في مدينتي تلك المدينة الواحاتية العربية التي ولدت في الصحراء وسط جذوع النخيل
وعرا جين البلح ، يأبى المبنى في مدينتي الإعلان عن واحيته وعروبته والانتماء لبيئته الصحــراوية ،
آفة غربية تجتاح عمارتنـا و تعمي مصمميهـا عن فن بنائنا الواحاتي والشرقي الأصيل .أداروا ظهورهم
لانتمائهم للأرض ، و قلدوا تقليدا أعمى عمارة مستعمرينـا ، نسوا ماضينا وأفقدونا هويتنا و حرمونا حتى
التذوق ...
يمينا يقع بصري على مبنى بعض نوافذه زجاجية في مدينتي الحـــــارة، فاخترقت أشعة الشمس
الحارقة نوافذنا الزجاجية ، واختنقت الفراغات و اختنقنا معها ، فكان لابد من الحلول الكهربائية ...
و يزيد الضغط المادي على السكان و تختنق الشوارع من نواتج الحلول العقيمة.
و شمالا يصطدم بصري بتلك المدرسة، بكتلتها الصماء و تكرار يمل منه المار ... وشجرة يتيمة أو اثنتين في فناء المدرسة وسط مدينتي الحارة .
حرموا مدينتي من زراعة النخيل في الشوارع وهي التي تشتهر علي المستوي العربي والعالمي بزراعة النخيل وملؤا الشوارع بالنخيل الصناعية والعراجين الكهربائية .
حرموا مدينتي أن تتنفس الهواء النقي ، حرموها الظل و العبير.
تسابق المصممون و هم يصمون آذانهم عن احتياجات السكان ، تسابق المصممون وغير المصممون وهم يغلقون عقولهم عن مراعاة أي اعتبارات تخطيطية يضعوها في تصاميمهم . وعمت عيونهم عن كل معنى للجمال .
تسابق المقاولون على جمع الأموال هذا وان وجد الضمير و كان البناء متين و لم ينطبق عاليه على سافله فوق رؤوس الأبرياء . هجروا الأرض و خيراتها ليستبدلوها بمواد لا تلاءمنا ولا توافق طبيعتنا ... وأصبح الساكن الواحتي مسكين يسكن أقفاص أسمنتية أو زجاجية أو حديدية ،، و فقد معنى الانتماء .. و يحيا و يموت أسير.
امتدت مدينتي مجبرة ذليلة بعشوائية لتنمو كالخلايا السرطانية ، لتلتهم الأراضي الزراعية و القرى المحيطة... مدينتي مسكينة كسكانها فقدت ماضيها و فقدت واحيتها وعروبتها ... أهملوها وشطروها بشوارع عريضة مستقيمة ..فانفصل نسيجها و تمزقت خيوطها .
الأحياء القديمة في قلب مدينتي تأن و تستغيث و ما من مجيب ...تركوها بدون رعاية فأستعمرها الصمت والعنكبوت .
فكم من مأدنة مسجد بشموخها اختفت خلف المباني الأسمنتية الصامتة العالية .
وكم من نخلة شامخة علية يستظل بها المباني وسطوحها أصبحت لا تلقي الظل إلا علي نفسها .
وكم من مبنى أصيل قديم سحقوه ليحل مكانه مبني مصمت عاتي شاذ لا تألفه المباني المجاورة ، فسكان الطوابق المتعددة منعزلين لا يعرف أحدهم الآخر ،، وأصبحوا غرباء ، وفقدنا معنى الجيرة . وما كتب له البقاء من بناء القرون الغابرة يستعد للرحيل علي أيدي أولياء الأمور ومدعي معرفة ماهية التصميم والتخطيط وهم كثيرون ...
محوا معالم مدينتي ... و استبدلوها بسجون أسمنتية فأصبحنا وأمسينا ونحيا أسرى فاقدي الهوية .
هل عرفتوا مدينتي ؟؟؟
مهندس معماري
حسام كامل سيف الدين
موط – الداخلة
موبايل 0123563481-0103425515
E-mail :
hossam_kamel2010@yahoo.com