العمارة البيئية... هل عرفتوها ؟؟؟
إننا محاطون في مدينتي الصحراوية بهالة من التطورات عمت أشياء كثيــرة حولنـــــا
كالسيارات والاتصالات والحاسبات الآلية إلى غير ذلك . ولكن أهم شيء وأهم صفقة ندخــل فيهـــا
في مدينتي الصحراوية عامة وفي حياتنا خاصة وهي مساكننا التي لا تزال كما هي منذ سنيــــن .
إن مساكننا تأن من الآلام الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها.مساكننا تفتقر إلى مقومات التوافق
والمحيط حولها –. انكشاف للخارج وانكشاف للشمس وفقدان للهوية... بمعنى ان مساكننا في مـدينتي
الصحراويـــة أصبحت منفصلة عن البيئة حولها . وأوجاعها تأن منها منذ سنين أو منذ بــــدأت
التنميـات العمرانية الحديثة.
إن مساكننا في مدينتي الصحراوية تحتاج أن ينظر إليها من قبل العلماء بمختلف تخصصاتهم والمعماريون والمهندسون ولكن على صفحة بيضاء".فتكاد مساكننا في مدينتي تكون نسخ لنموذج واحد لم يتغير منذ سنين . نحن في حاجة إلى نظرة بيئية لمساكننا تتمحور على مفهوم العمارة البيئية أو ما يطلق عليها Sustainable Architecture أو أحيانا Environmental Architecture . إن أهم أهداف هذه العمارة ببساطة : مأوى جميل مريح ويمكن تحمله ولا يضر بالأرض في دورته التصنيعية والإستخدامية .
إن من أهم الطرق المؤدية إلى هذه المفاهيم البيئية هو التحول في مفاهيمنا في بناء مساكننا من العداء للبيئة إلى الصداقة والبيئة والابتعاد عن التصادم معها. الدورة التصنيعية مثلاً يلزم أن تحدد مواد البناء المناسبة فتبحث عن زيادة استخدام المواد المتجددة ما أمكن والحد من المواد الناضبة فيستعاض مثلاً عن المواد العازلة المصنعة في المباني بفراغ هوائي بين جدارين. وكذلك البحث عن الطاقات الطبيعية بدل الصناعية أو الناضبة. فالمسكن في حاجة للتوجه نحو استخدام الإضاءة والتبريد والتهوية الطبيعية بدل الميكانيكية أو الصناعية بنسب كبيرة . نحن في حاجة أن يميل المسكن إلى النواحي الطبيعية عموماً. والدورة الإستخدامية لا تقل أهمية عن التصنيعية. بمعنى آخر إننا في حاجة إلى مساكن تبقى وتظل فترة طويلة وتخدم أكثر long Useful Service Life ويكون أقل تعرضاً للصيانة حتى تتوارثه أجيال بعد أجيال . وإذا كانت البيوت في أوروبا تبقى أكثر من ثلاثمائة سنة فإن بيئتنا التقليدية عاشت قرون مديدة. فماضينا وتراثه حافل بالإمكانات وما نحتاجه قليل من البحث والتقصي . لعلنا عبر هذه المحاور ننتقل بأحيائنا إلى نموذج المدينة الخضراء والوسط النظيف السليم الصحي بمثل هذه المساكن التي تحترم العوامل المحيطة الطبيعية وبهذه المساكن التي تستقرئ المستقبل وتتفاعل معه مسبقاً بمعلومات الحاضر فيكون أكثر قدرة على الصمود في المستقبل Future proof وبالتالي أقل تحولاً وتغيراً وصيانة وبالتالي أقل استنزافاً لأموالنا وثرواتنا.
إذا فالعمارة البيئية عبارة عن العمارة التي تعمل على مجاراة الطبيعة والتناغم معها دون حدوث تشوه أو خلل في المنظومة البيئية .
باختصار إن مساكننا في مدينتي الصحراوية تحتاج أن ينظر إليها من قبل المهندسين بمختلف تخصصاتهم والمعماريون منهم خاصة ويضعوا في تصاميمهم كل اعتبارات تخطيطية واجتماعية وثقافية واقتصادية حتي نري في مساكننا كل معنى للجمال .
هل عرفتوا العمارة البيئية ؟؟؟
مهندس معماري
حسام كامل سيف الدين
موط – الداخلة
0123563481موبايل-0103425515
E-mail :
hossam_kamel2010@yahoo.com